تقريب النفع و تيسير الجمع بين القراءات المجلد 1

اشارة

بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه الذي أنزل الكتاب فأحكم سوره و آياته، و يسر على عباده حفظه و رحمهم بسماع قرآنه، و حثهم و رغبهم في استظهار كلامه و ترداده، و أمرهم بالتمسك به و إقامة حدوده و اتباع تبيانه، و حذر من هجره و الإعراض عنه و مخالفة بيانه، ثم اصطفى من شاء ممن حفظه فجعلهم بفضله و كرمه من أهله و خاصته.

أحمده سبحانه حمدا يليق بجلال وجهه و عظيم سلطانه، و أستغفره و أتوب إليه من كفر نعمه و عصيانه، و أعوذ به من نقمه و سخطه و سوء عقابه.

و الصلاة و السلام على من حكم بأن خير الناس من تعلم القرآن و قام بتعليمه، سيدنا محمد خليله المفضل على رسله و أنبيائه، خصّه سبحانه عليهم و شرّفه و كرّمه بأعظم آياته و أعلى رتبه و مقاماته، اللّهمّ صلّ و سلّم و بارك و أنعم عليه و على آله.

و بعد: فإن شيخنا مقرئ فاس و شيخ مشيخة الإقراء بالديار المغاربية، أحسبه ممن دعا إلى كتاب ربه بحاله و مقاله، و حبب

تقريب النفع و تيسير الجمع بين القراءات، ج 1، ص: 12

حفظه للناس بلينه و تواضعه، و أخلص للّه و لتلامذته في سعيه و دعوته.

صحبته لأكثر من ثلاث عشرة سنة، فكنت ألازمه مدة إقامته بين مكة و المدينة و قضائه شهري شعبان و رمضان فكان نعم الأب و الشيخ